كل ما تحتاج إلى معرفته عن عملية الحقن المجهري في مصر

يُعد الحقن المجهري أحد أبرز التقنيات الحديثة في مجال الطب الإنجابي، فقد ساعد آلاف الأزواج في التغلب على مشكلات العقم وتحقيق حلم الإنجاب، ومع التطور المستمر في تقنيات الإخصاب المساعد، أصبح الحقن المجهري خيارًا شائعًا للأزواج الذين يواجهون صعوبات في الحمل الطبيعي، لذلك إذا كنت تفكر في هذه التقنية أو ترغب في معرفة المزيد عنها، فهذا الدليل الشامل سيوضح لك كل التفاصيل المتعلقة بالحقن المجهري، بدءًا من مفهومه، مراحله، الحالات التي يناسبها، العوامل التي تؤثر على نجاحه، بالإضافة إلى النصائح التي تساعد على زيادة فرص الحمل.

ما هو الحقن المجهري؟

عملية الحقن المجهري هو أحد أنواع التلقيح الصناعي الذي يتم فيه تخصيب البويضة بطريقة مباشرة من خلال حقن حيوان منوي واحد داخل البويضة باستخدام إبرة دقيقة للغاية تحت المجهر، وتُعد هذه التقنية مفيدة بشكل خاص في الحالات التي يكون فيها عدد الحيوانات المنوية لدى الرجل منخفضًا أو عندما تكون حركتها ضعيفة، مما يجعل الإخصاب الطبيعي صعبًا أو مستحيلًا، فبعد نجاح عملية التخصيب في المختبر، يتم نقل الجنين الناتج إلى رحم المرأة ليبدأ تطوره كما يحدث في الحمل الطبيعي.

متى يُستخدم الحقن المجهري؟

يلجأ الأطباء إلى الحقن المجهري عند وجود مشكلات تعيق حدوث الحمل الطبيعي، بعض الحالات التي يُنصح فيها بهذه التقنية تشمل:-

• ضعف عدد الحيوانات المنوية أو ضعف حركتها.
• وجود مشاكل في شكل الحيوانات المنوية أو عدم قدرتها على اختراق البويضة.
• فشل التلقيح الصناعي التقليدي أو أطفال الأنابيب في محاولات سابقة.
• وجود انسداد في القنوات المنوية لدى الرجل مما يمنع خروج الحيوانات المنوية في السائل المنوي.
• العقم غير المبرر حيث لا توجد أسباب واضحة تمنع الحمل.
• بالإضافة إلى مشكلات تتعلق بالبويضات مثل ضعف الإباضة أو قلة جودتها.

كيف يتم إجراء الحقن المجهري؟

تمر عملية الحقن المجهري بعدة مراحل متسلسلة تبدأ بتحفيز المبيض لإنتاج بويضات صالحة للتخصيب وتنتهي باختبار الحمل، وكلما كان المركز الطبي مجهز بأحدث التقنيات والأجهزة المستخدمة ومختبر مجهز لاستقبال وحفظ العينات، كلما زاد من نسبة نجاح العملية، ولذلك في مستشفى بداية نحرص على توافر جميع عوامل النجاح، الأمر الذي جعلنا نحقق أعلى نسب نجاح لتقنية الحقن المجهري.

والآن أترككم مع خطوات الحقن المجهري مقدمة من فريق مركز بداية الطبي:-

1. في المرحلة الأولى، يتم إعطاء المرأة أدوية هرمونية لتحفيز المبيض على إنتاج عدد أكبر من البويضات، مما يزيد من فرص نجاح العملية، بعد ذلك، تتم متابعة نمو البويضات بالموجات فوق الصوتية حتى تصل إلى الحجم المناسب، ثم يتم سحب البويضات من المبيض باستخدام إبرة موجهة بالأشعة الصوتية تحت تأثير التخدير الخفيف.
2. يتم في المرحلة التالية جمع عينة من السائل المنوي من الزوج، ثم تُجرى عملية اختيار الحيوانات المنوية الأكثر صحة وجودة. في المختبر، يتم حقن حيوان منوي واحد داخل كل بويضة باستخدام تقنية دقيقة، وبعد نجاح التخصيب، يتم الاحتفاظ بالبويضات المخصبة في بيئة مناسبة لمراقبة تطور الأجنة، وبعد مرور 3 إلى 5 أيام، يتم اختيار الأجنة السليمة لنقلها إلى رحم المرأة باستخدام أنبوب رفيع دون الحاجة إلى تخدير.
3. بعد عملية النقل، يتم إعطاء المرأة بعض الأدوية للمساعدة في دعم انغراس الجنين واستمرار الحمل، وبعد حوالي أسبوعين، يتم إجراء اختبار الحمل للتأكد من نجاح العملية.

نسبة نجاح الحقن المجهري والعوامل المؤثرة فيها

تعتمد نسبة نجاح الحقن المجهري على عدة عوامل، أهمها

• عمر المرأة، حيث تنخفض فرص الحمل مع التقدم في العمر خاصة بعد سن 35 عامًا.
• جودة البويضات والحيوانات المنوية لها دور رئيسي في نجاح التخصيب وتطور الأجنة، لذا فإن المشاكل المرتبطة بها قد تؤثر على النتيجة.
• عدد الأجنة المنقولة إلى الرحم يؤثر أيضًا على فرصة نجاح العملية، فغالبًا ما يتم نقل أكثر من جنين لزيادة احتمال حدوث الحمل، إلا أن ذلك قد يؤدي إلى حمل متعدد.
• حالة الرحم واستعداده لاستقبال الجنين من العوامل المهمة أيضًا، فوجود مشكلات مثل ضعف بطانة الرحم أو وجود التصاقات قد يقلل من فرص نجاح العملية.
• بالإضافة إلى ذلك، نمط الحياة يلعب دورًا هامًا، حيث إن التغذية الصحية، تجنب التدخين والكحول، وممارسة الرياضة قد تحسن من فرص الحمل.

المخاطر والمضاعفات المحتملة للحقن المجهري

رغم أن الحقن المجهري يُعد إجراءً آمنًا إلى حد كبير، إلا أن هناك بعض المضاعفات المحتملة التي يجب أخذها في الاعتبار. قد يؤدي استخدام أدوية تحفيز المبيض إلى متلازمة فرط تحفيز المبيض، وهي حالة تؤدي إلى انتفاخ البطن والشعور بعدم الراحة بسبب تكوّن أكياس مليئة بالسوائل في المبيضين.

كما أن نقل أكثر من جنين يزيد من احتمالات الحمل المتعدد، مما قد يؤدي إلى مضاعفات مثل الولادة المبكرة وانخفاض وزن الأجنة. ففي بعض الحالات، قد لا تنجح الأجنة في الانغراس داخل الرحم، مما يؤدي إلى فشل العملية، كما أن هناك احتمالية لحدوث إجهاض مشابهة لنسب الإجهاض في الحمل الطبيعي.

كيف يمكن زيادة فرص نجاح الحقن المجهري؟

هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد في زيادة فرص نجاح الحقن المجهري، ومنها الالتزام بتعليمات الطبيب وتناول الأدوية في مواعيدها المحددة، الحفاظ على وزن صحي لأن السمنة قد تؤثر سلبًا على التوازن الهرموني، تجنب التدخين والكحول لأنهما يؤثران على جودة البويضات والحيوانات المنوية، تقليل مستويات التوتر لأن الإجهاد النفسي قد يؤثر على استجابة الجسم للعلاج، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة بانتظام للحفاظ على تدفق الدم الصحي إلى الرحم والمبيضين.